وتتوالى الثورات ...........أ/مروة هدهد

أ/ مروة هدهد

بعد ان توهجت الثورات العربية واشتعلت وتشعبت فى عدة بلدان عربية انتقل وهجها الان الى الدول الغربية كأننا نشاهد نفس السيناريو بنفس التصريحات الاعلامية للمسئوليين ونفس طريقة التعامل مع المتظاهريين وكأننا نرى صورة مكررة ولكن على الطريقة الغربية .

واستوقفتنى دعوة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك بالأنترنت مفجر الثورات فى العالم من صفحة تدعو الى يوم الغضب  فى الولايات المتحدة الامريكية وهذة الصفحة تدعو الشعب الامريكى لعمل حشد والنزول الى شارع( وول ستريت )شارع المال الامريكى يوم 17 سبتمبر 2011 وتذكرت حينها الصفحات المصرية كلنا خالد سعيد وحركة ستة ابريل وكيفية ادارتهم لعمل الحشد يوم 25 يناير ومابعدها وكأنى اشاهد نفس السيناريو يتكررمرة اخرى .
وعندما قمت بالاطلاع على مطالب الثوار الامريكيين فى تلك الصفحة اندهشت لانها تعتبر نفس المطالب التى نادى بها الثوار المصريين وهى : حرية-كرامة-عدالة اجتماعية-نزاهة انتخابات-القضاء على الفساد الحكومى- القضاء على البطالة-توفير الحقوق الشرعية للمواطن الامريكى
فما كان منى الا أننى أرجع مرة أخرى الى عنوان تلك الصفحة لأتأكد بان هذة الثورة تخص الولايات المتحدة الأمريكيةفوجدت بالفعل العنوان ((us day of rage))   أى يوم الغضب الامريكى .
وشعرت بأعزاز وفخر اولا: لانى وجدت فيها الامريكان ينادون بالثورة على غرار الثورة المصرية ويشاركهم مصريين يشرحون لهم التجربة المصرية ويشجعوهم على النزول ليوم الغضب وثانيا : لانى ولأول مرة اشعر أن مصر اصبحت لها الريادة فى شىء يزهل العالم منذ حرب 1973 وعبور جنودنا العظماء لخط بارليف .على الرغم اننى من المصريين الذين لم يشجعو لقيام الثورة او يفرحو بها ولكنى أفخر بأى عمل مصرى ينجح فيه المصريين حتى ولو كان ضد رغبتى الشخصية .
ولكن يجب ان نتوقف كثيرا عند هذة الثورة الامريكية بالذات وذلك لان السيدة هلارى كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية صرحت بعد نجاح الثورة المصرية بان امريكا قامت بدعم الديمقراطية فى مصر بنحو اربعين مليون دولار امريكى تم دفعهم للنشطاء المصريين لعمل الثورة 
فهل بالفعل دعمت امريكا الديمقراطية فى مصر على حد قولها لننعم نحن المصريين بهذة الديمقراطية ؟وان صح قولها فلماذا لم تقم هى برعاية مواطنيها وتوفير الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد ونزاهة الانتخابات داخل الولايات المتحدة الامريكية ؟
وهل مصر هى ومواطنيها بالغى الاهمية للادارة الامريكية عن مواطنى الولايات المتحدة ؟
ولماذا لم تدعم امريكا شعبها وتركته يثور هو الاخر للمطالبة بنفس الحقوق والمطالب التى خرج من اجلها الثوار فى مصر؟؟
وان لم يصح ادعاء هلارى كلينتون بالنسبة لدعم النشطاء فلى عدة اسئلة هامة وأريد الأجابة عليها من السيدة هلارى كلينتون والادارة الامريكية وذلك اذا تمت الثورة الامريكية على غرار الثورة المصرية:
هل ستخرج هلارى كلينتون علينا فى وكلات الأنباء تتحدث وتقول (( على الرئيس اوباما أن يرحل حالا ))؟
وهل سيتم محاكمة كل رموز الانظمة السابقة للادارة الامريكية على افساد الحياة الاقتصادية والسياسية للشعب الامريكى؟
وهل ستكون المحاكمات علنية؟
وهل سيكون الشعب الامريكى بنفس قوى واصرار وارادة الشعب المصرى؟
وهل سيكون الجيش الامريكى بنفس حيادية وروعة الجيش المصرى؟
كلها اسئلة تنتظر الاجابة ولكن بعد ثورة امريكا القادمة.
ولكنى أرى وعلى يقين أن الذى يحدث الأن هو انقلاب السحر على الساحر وكرة الثلج التى انطلقت لا يقدر أحدا الأن ان يوقفها وهكذا حال الغرب من ايام الحروب العالمية ينعمون بفكر التدمير ولا ينعمون بفكر البناء فخططو للفوضى ونفذها العرب وسيدفع ثمنها كل العالم