![]() |
المهندس/عمرو عمار |
ألقينا الضوء سابقا كيف تحولت أستراتيجية تفتيت الوطن العربى من استخدام التدخل العسكرى فى المجتمعات المنوط بها التغير والتى تقع تحت حكم الأنظمة الشمولية الى أستخدام أستراتيجيه جين شارب وتلميذه النجيب بيتر آكرمان بتكوين قاعده من القوات الناعمة وهى الادوات التى تستخدم بديل للتدخل العسكرى لتنفيذ خطة الأحتلال المدنى نحو تفتيت المنطقة ورسم خارطة الشرق الأوسط الجديد طبقا لمشروع برناند لويس الذى تم التصديق عليه من مجلس الشيوخ بالكونجرس عام 1993 م
وحتى يتأكد القارىء من صحة الربط بين مشروع الشرق الأوسط الجديد وعلاقته بالقوات الناعمة والمتمثلة فى النشطاء السياسين ومنظمات المجتمع المدنى تلك القاعده العريضة من المجتمعات العربية التى تعمل تحت غطاء نشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية فعلينا ان نعود الى تصريحات غايه فى الخطورة خلال مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "برناند لويس" في20/5/2005
فقد قال : إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات ولذلك فإن الحلَّ هو إعادة احتلالهم واستعمارهم
وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنُّب الأخطاء
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا
ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية
أنتهى التصريخ الى هنا وبتلك التصريحات علينا أن ننتقل الى كيفيه بناء جيل جديد موالى لامريكا وأسرائيل من خلال برنامج النيو جينيريشن ( خلق جيل جديد) وهو البرنامج الذى قام نشطاء العرب بدراسته فى مؤسسات نشر الديمقراطية بالخارج ويعتمد على زلزلة العقول أو ثورة فى العقول أو سميها تحرير العقول ،
والمقصود بثورة العقول هنا يعتمد على فلسفه الرجوعية التى تدعو الى تحرير الفرد من الضغوط الاقتصادية والأجتماعية والدينية وبالتالى يعود الفرد الى طبيعته بعد أن يتم تفريغه من المضمون الدينى والوطنى ليبدأ فى الاندماج مع ما يسمى بالعالم الجديد بعد تحريرة من الماتريكس او المصفوفة التى كان يخطع لقوانينها ومعتقداتها طبقا لطبيعه المجتمع والبيئة المحيطه به لينطلق دون التقيد بالعقيده والهوية الى عالم بلا حدود يغتصب فيها العقل ويتحول الى عقل مفكر جديد طبقا لمنهجية وآليات ديناميكية محددةتستخدم شعارات ومفردات لغوية براقة مثل المدنية والمواطنة والديمقراطية وحرية التعبير الى ان يتم زلزلة هذة العقول وأحتلالها
وهنا يبدأ تنفيذ مشروع نشر الديمقراطية الحقيقى وهى التكتيكات والخطط التى تفعل على الأرض للتغير ثم تفكيك المجتمعات فاحداث الفوضى الخلاقة التى ستؤدى فى نهاية المطاف الى تقسيم هذه الاوطان لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد
والسؤال الذى يطرح نفسه الأن، كيف ستتحول ثورات العرب من الربيع العربى الى خريف شرق أوسطى جديد وكيف يمكن أغتصاب فرحة شعوب عاشت تحت وطأ أنظمة شمولية عانت منها من كبد وقهر واستبداد وقد استطاعت أن تزيح هذه القوة الشمولية نحو بناء مجتمعات اكثر حرية وعدالة لتجد نفسها قد وقعت فى براثن الفوضى الخلاقة لجين شارب ،
يقول جين شارب فى كتابه الكفاح غير العنيف:
ان الصراع الغير عنيف لما بعد التغير لا يوجب على أصحابه تقبل أى نظام سياسى جديد ولا أخلاقيات ومبادىء جديدة
وبالمصطلح السياسى فأن الشعب يتعين عليه آلا يقوم بعمل ما يقال له وأن يقوم بأفعال محظورة عليه ...مجرد
الخروج عن القانون والشرعية:
والجدير بالذكر ان اردنا نقل المشهد العربى الى القاهرة فسنجد ان هؤلاء النشطاء المصريين قد برعوا فى تنفيذ ما قاله لهم شارب فى كتابه والذين اقروا هم بانفسهم بتلقى تدريبات وتكتيكات هذا الكتيب لنجد انفسنا أمام اناس يريدون اسقاط الدولة وليس كما يزعمون اسقاط النظام ولزاما لهذا يجب المحافظة على ما تم اكتسابه على الارض من حالة الفراغ الامنى بعد ان تم تخصيم جهاز الشرطة يوم عيده ثم تكسير عظامه اثناء الثورة فتفتيت هذه العظام ما بعد الثورة بما يستحيل معه سد الفراغ الامنى الذى خلفه هذا الصراع بين الطرفين فاذا كانت وزارة الداخلية هى الجهه المنوط بها حفظ الأستقرار داخل المجتمع المصرى وقد تم تفكيكها لتصبح المؤسسة العسكرية هى الجهه المنوط بها حفظ الأستقرار كبديل استراتيجى لمقاومة ما يرمون اليها من أحداث الفوضى فاذا ما تم تكرار نفس الفعله معهم فهنا سيتم تفكيك المجتمع باكمله وسيصبح الشارع ارض خصبه لمغتصبى الشرعية والفوضويين نحو أحداث الفتنه الطائفيه فى كل روبوع مصر من شرقها لغربها ليبدأ تنفيذ مخطط الوثيقة العبرية بتقسيم مصر بالفتنة الطائفيه ولكن هنا لا بد من انتظار انتهاء المشهد الليبى بنشر قوات بريه للناتو على الحدود الغربية لمصر والمشهد فى السودان بنشر قواعد عسكرية فى اقليم دارفور واخيرا نشر قوات دولية على الحدود مع رفح لتصبح مصر وقد تم تطويقها عسكريا من حدودها الغربية والجنوبية والشرقية لنبدأ فى الذهاب الى مجلس الامن بموجب أتفاقية جينيف لحمايه حقوق الأقليات بمصر وأنتهاء نزيف الدم الذى ولدتها حمامات الفتن الطائفيه بشوارع المحروسة
ولكن هؤلاء نسوا او تناسوا ان مصر كنانه الله فى أرضه وأن بها خير أجناد الأرض وهم فى رباط الى يوم الدين
مقال اكثر من رائع يا استاذ عمرو
ردحذف