 |
| المهندس/عمرو عمار |
أذا ما اتفقنا على التمهيد السابق فنحن بالفعل امام مخطط لتقسيم أوطاننا يريد الكثير تجاهله بل ومهاجمة كلا من يحاول التصدى له بزعم انه معادى للثورة رغم اننا جميعا نتفق على مكتسبات هذه الثورة التى قام بها شعب عظيم عاش لسنوات تحت ظلم الأنظمة الشمولية وجتى لا يفقد القارىء الطريق يجب علينا ان نسرد المخطط بصورة تاريخية منتظمة وممنهجة غير مجزءه.
عام 81 صرح بريجنيسكى مستشار الأمن القومى فى أدارة جيمى كارتر انه يتوجب على الولايات المتحده الامريكية العمل على أشعال المزيد من الصراعات فى المنطقة بما يساعد على رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بشكل مختلف عن أتفاقية سايكس بيكو التى قد رسمت حدود جديدة للمنطقة بعد رحيل الأحتلال الفرنسى والبريطانى عنها بما يجعل شعوب هذه المنطقة فى صراعات وحروب مستمرة على الحدود
ظهرت الوثيقة العبريه عام 82 بعنوان تفتيت الوطن العربى تحدثت عن تقسيم السودان ولبنان وأشارت الى غزو العراق وتفكيكها وتطرقت الى مصر بانه قد حان الوقت لتقسيم مصر وأذا ما تم تقسيمها فسيسهل تفتيت باقى الدويلات المحيطة بها وهذا بالفتنة الطائفية
ظهر بيرناند لويس المستشرق فى الشؤن الاسلامية كالمنقذ لأمريكا من مأزق سايكس بيكو حيث قدم مشروع لتقسيم الشرق الأوسط والوطن العربى على أساسين من العرق والدين
عام 93 صدق مجلس الشيوخ فى الكونجرس على مشروع قرار بيرناند لويس وتم أدراجه فى خطة السياسات المستقبلية لأمريكا بالمنطقة
تحدث هذا المشروع عن الأتى
1- مصر والسودان
تقسم مصر الى 3 دويلات:
مسيحية وعاصمتها الاسكندرية - اسلامية وعاصمتها القاهرة - نوبيه وعاصمتها اسوان
السودان :
دولة الجنوب المسيحى - دولة الشمال الاسلامى - دولة النوبة بالتكامل مع النوبة المصرية - أقليم دارفور
2-المغرب العربى
دولة الأمازيغ تمتد بعد بلاد النوبة غربا الى الجزائر - دولة البوليساريو - واعادة تشكيل حدود الدول المتبقية كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا
3- الخليج العربى
الدولة الشيعية وتضم جنوب العراق والساحل الغربى لأيران والشرقى للسعودية المطل على الخليج العربى
الدولة الاسلامية المحايدة وتضم مكة المكرمة والمدينة المنورة
أقتطاع الجزء الشمالى الغربى من الجزيرة العربية للاردن الكبير والجزء الجنوبى الغربى الى اليمن
أبقاء ما تبقى من الجزيرة العربية الى أقليم السعودية المستقل
وهناك خرائط بالعربية والإنجليزية تحدد الشرق الاوسط الجديد طبقا لمشروع بيرناند لويس كشفت عنها مجلة القوة العسكرية الأمريكية فى عدد سابق لها
وبالعودة الى الوثيقة العبرية نجد انه بالفعل قد تم تقسيم السودان فعليا ولبنان لكل من يهبط عليها لا يجد معاناه فى الكشف عن التقسيم العرقى والدينى لها بمجرد السؤال عن المنطقة
اما العراق فبعد التدخل العسكرى الامريكى لها آبان مارس من عام 2003 فقد صدر مشروع قرار غير ملزم فى الكونجرس عام 2008 بتقسيم العراق الى ثلاثه دويلات وتركوا شعب العراق ليقوم هو بعملية التقسيم بنفسه بعد ان أغرقوهم فى حروب وفتن اهلية بين السنة والشيعه والاكراد
الحرب على العراق كانت اللحظة الفارقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فى تغير أستراتيجية رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد بعد ان تكبدت خسائر بشرية ومليارات الدولارات بالأضافة لفقدها للشرعية الدولية وللرأى العام العالمى حتى داخل الشارع الامريكى واجهوا أنتقادات عنيفة ضد أدراة بوش الأبن وبالتالى كان لزاما ان يتم تغير التكتيكات التى سترسم الشرق الاوسط الجديد وخاصة بعد ظهور مدرسة جين شارب وبيتر آكرمان تلميذه النجيب وهى مدرسة فكرية فى المقام الاول ترفض لفظ التغير بالتدخل العسكرى وتعتبره بيزنس التدخل الخارجى فهى ترى انه يمكن أستخدام الشعوب التى عاشت تحت وطأ الأنظمة الشمولية فى المجتمعات المراد التغير بها كأدوات للتحول السلمى الديمقراطية من خلال الكفاح اللاعنيف تستخدم فيها تكتيكات غاندى وتفعل على الارض بالاضطرابات والاعتصامات وتخصيم أجهزة الدولة مع الشعب وشل حركة المرور مرورا بحالات السرقة والنهب للاقسام والسجون وصولا لموانى السفن ويتم هذا من خلال القوات الناعمة وقد تم الأعلان عن هذه المدرسة من خلال كونداليزاريس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005 بأنه قد حان الوقت لرسم الشرق الاوسط الجديد بالفوضى الخلاقة وهذا ما سنتطرق له فى المقالة القادمة
وللحديث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق